أنا عندما أقوم بتسويق عقار أو مشروع عقاري في اسطنبول وأخفي اسم المشروع وأخفي منطقة المشروع وكذلك أخفي خريطة المشروع حرصاً مني لبيع الزبون عن طريقي وخوفاً من ذهابه للمشروع بشكل مباشر أكون قد استخففت بعقلية المشتري العقاري الواعي.
المشتري العقاري الواعي لا تهمه العروض العقارية بقدر ما يهمه النقاش العقاري معك والذي لابد أن يُبنى على أسس أهمها :
أولاً :
ما هو سبب شراء العقار؟ هل فعلاً للسكن الحقيقي أم للاستثمار العقاري أم فقط لحفظ المال للأولاد وللزمن؟ ولا يجوز أبداً أن يكون كلهم معا.
إن كان للسكن فهناك أسس لشراء العقار السكني.
وإن كان للاستثمار العقاري فأي نوع من الاستثمار! هل هو الفندقي أم للتأجير الشهري أو السنوي؟ هل هو استثمار طويل الأجل (فوق 10 سنوات) أم متوسط الأجل، أم قصير الأجل (أقل من 5 سنوات).
ولابد أن يكون الاستثمار العقاري ضمن أسس أهمها :
- سعر المتر المربع وليس سعر العقار !
- اشتر لتبيع الشريحة الصلبة (الأتراك) وليس لتبيع الأجانب وهم الأقلية
- اشتر ما يسهل بيعه في المستقبل
ثانياً :
لابد من نقاش المناطق باسطنبول وكم معدل زيادة أسعار المنطقة خلال السنوات الماضية وما هي سمة هذه المنطقة وما هي مخططات البلدية لهذه المنطقة.
ثالثاً :
لا تزر المشاريع العقارية !
لا تضيع وقتك بالجولات العقارية قبل معرفة ما تريد أولاً.
عليك بجلسة عقارية على الخريطة حيث تُعرض عليك خريطة اسطنبول بالمنطقة والمشاريع وتتجول بها مع النقاش العقاري الواعي للشوارع الرئيسية وخطوط المواصلات وغيره.
فمثلا خلال الجلسة العقارية على الخريطة قد تعجب بأربع مناطق من أصل 12 منطقة أساسية في اسطنبول فتطلب تفاصيل عن هذه الأربع مناطق وتزور بعض المشاريع العقارية على الخريطة وتتعرف على سمتها ومميزاتها ومعدل الأسعار فيها.
ومن ثم وبعد تثبيت معايير محددة واختيار مشاريع محددة ضمن هذه المعايير قم بالزيارة الميدانية لهذه المشاريع.
بالمختصر لابد من تثبيت المفاهيم وتحديد معايير الشراء وأخذ فكرة عامة عن الأسعار وعن المناطق وبعدها تبدأ الجولة العقارية لمشاريع محددة بناءً على هذه المعايير.
رابعاً :
بعد زيارة المشاريع العقارية المحددة ضمن معايير مسبقة وبعد اختيار مشاريع بعينها انتظر من المستشار العقاري جدول تقييم ومقارنات للشقق التي تم زيارتها ليسهل عليك اختيار الأنسب.
خامساً :
تمهل فإن الفرص لا تطير واطلب العقد لقراءته واستشارة المستشار لأهم نقاط العقد.
لا تتورط بالتوقيع على العقد، حتى ولو لم يطلب منك دفع مبلغ فوري ولا بأس من حجز الشقة بعربون مسترجع لكسب مزيد من الوقت من أجل الاستشارة والاستخارة.
سادساً :
ناقش وفاوض على السعر ولا تستغرب من خفض 20% أو أكثر وذلك بحسب المشروع.
أخيراً :
لا تنخدع أبداً بدعاية إرجاع نصف العمولة فهي دعاية غير حقيقية لسببين :
لأن الشركة العقارية المعتمدة القوية والمستشار العقاري القوي لا ينظر للمشتري العقاري كسلعة (نص عمولة) وإنما يريد فعلاً توجيهه عقارياً وإعطائه استشارة عقارية لمجرد الاستشارة وليس مجرد البيع.
بكل الأحوال ستضطر الشركة العقارية للتنزيل من عمولتها وقت التفاوض على الشقة وقد تنزل أكثر من نصف عمولتها بالأساس فنصيحتي لك أن تتمسك بمبدأ التفاوض حتى آخر رمق.
عوداً على بدء نقول أن المشتري العقاري الواعي ينتظر استشارتك ومعرفتك العقارية الحقيقية بالسوق باسطنبول ولا ينتظر فقط عروضك ووسائلك الدعائية الخدّاعة.
لا للعروض العقارية فقط من أجل العروض ونعم للجلسات العقارية الواعية والمثمرة والفعالة.
في الجلسة العقارية تتناطح آراء المستشار العقاري مع أفكار الزبون العقاري الواعي لتتمخض عن الشراء الأفضل بإذن الله.
المستشار العقاري ياسر قعقع